دِي
@sentimentaldee
Soft and Savage
آخر شهور الدكتوراة، ومضاعفات داخلية وخارجية: «يا رب لا تورِّد العبد الضعيف الشتات»
سوف أغيب يا أصدقاء، ولا أعرف متى أعود. والغياب ليس جدارًا أبنيه بيني وبين الأشياء، بالعكس هو عودة لقلب الأشياء الحقيقية حتى أتذكر من أنا في وهج النهار وتحت ظلمة الليل من دون أن أقول شيئًا.
محمد شكري يستفتح سيرته الروائية وهو يقول: «أين عمري من هذا النسج الكلامي؟» طيب والله تساؤل في محله. كل من يكتب يضيع في الكلمات، لوهلة يجد نفسه ثم يكتشف بأن الكلمات تصنع لها حياة أخرى، تصنع ندوبًا مسالمة لا تشبه تمامًا جِراحه.
الحياة غربة. أشعر أحيانًا بأننا نطلب منها شيئًا مستحيلًا، مثل ألّا يجوع طفل، ألّا يموت إنسان قهرًا، وألّا نبكي الغائبين. ما دامت الحياة سيدوم الإنسان فيها غريبًا، ولو ظل في قلبه أملٌ مبهم. وبس والله اعتبروها أخبار جيّدة.
أقرأ لزكريا محمد «الأشياء الصغيرة هي التي تجعل الإنسان يفيق من الموت» وخطر في بالي كم الأشياء الصغيرة التي أنقذتني. نكتة سخيفة، ونظرة تفاهم صامتة، وصوت من أحب ينادي باسمي. أشياء صغيرة ليس لها اسم حتى، لكنها تعيد فيني الحياة.

سبحان الله دايم الإنسان يتهيأ له في لحظات حياته الصعبة أنه وحيد، وبمجرد تنقشع الغمامة عن عينه يكتشف بأن رأسه تلقائيًا اختار له أسوأ سيناريو محتمل حتى يبرهن بطريقة بدائية: إذا نجوت لوحدك مرة، إذًا ستنجو كل مرة. آه من كمّ الوحدة غير الضرورية التي يعيشها الإنسان.
كم كان عمرك يوم قررت تخفف من تواجدك الرقمي لأنه غير تركيبة مخك [وبدال ما يكون وسيلة للترفيه صار وسيلة للتعبير عن الذات وإظهار مكنون النفس] بالتالي وفّرت لنفسك بديل كاذب (وهم التواصل) عن التواصل الفعّال مع الأشخاص الحقيقيين في حياتك؟ أنا جالسة أعلِّم مخي من جديد كيف يعيش في الواقع
![sentimentaldee's tweet image. كم كان عمرك يوم قررت تخفف من تواجدك الرقمي لأنه غير تركيبة مخك [وبدال ما يكون وسيلة للترفيه صار وسيلة للتعبير عن الذات وإظهار مكنون النفس] بالتالي وفّرت لنفسك بديل كاذب (وهم التواصل) عن التواصل الفعّال مع الأشخاص الحقيقيين في حياتك؟ أنا جالسة أعلِّم مخي من جديد كيف يعيش في الواقع](https://pbs.twimg.com/media/Gtpt7EJWYAAHnDp.jpg)
عندي فكرة قد تبدو غريبة، لكن أول مرة شعرت على قيد الحياة كانت بعد أن فقدت ما لا يمكن تعويضه. كان وهم الأبدية رائعًا لدرجة أني لم أصدق بأن الحياة هشّة وقد تذوب في لحظة. أن تكون حيًا يعني أن تدرك بأن الأحلام، التي تعيش الآن في رأسك وحيدة، لن تصبح يومًا الواقع.
ضايقت شخص أحبه وتذكرت الموقف وطلع معها حق، قلت أنا آسفة وأحبك وزان الخاطر، وجالسين نبني مع بعض ذاكرة شعورية صادقة ومتواضعة لا يتخللها كبرياء. الحب بسيط للغاية في وجود الوضوح والاعتذار والمحاولة من جديد، والغرور يحطّم كل رابطة نظن بأنها عصيّة على الانكسار.
المحبة عندي يجب أن تجتاز عامل المسافة. المسافة لفترة خارجة عن الإرادة قبل التلاقي تُأجِّج العاطفة، وربما يكون التوق -بلا معرفة وقت نهايته- الفرصة الوحيدة لاختبار صدقها.
مشكلتي مع العصر الحديث مو السرعة لكن التشابة، صار التشابه في الشكل -مغري- حتى لو كان تشابه فارغ من الروح والهوية. أفرح إذا شفت شخص يشبه نفسه، أحب الحياة الحقيقية على الإنسان، أحب تضاريسه الأصلية. وأحب أشوف وجهي، وأعرف إني ما أشبه أحد.
لحظة تماسّ مباشر بالطبيعة لقطة مره تشبهني/ في داخلي ظلام تُلقي الزهور فيه ظِلالها


لا أحب فكرة تحول الإنسان إلى "منتج" قابل دائمًا للصيانة والتعديل والتشافي والمداواة، ولا ينتهي من تحسين تلقّيه للحياة حتى نسى من يكون. الأصل أن الجراح لن تنتهي لكنك لا ترفضها وتضحك من خلالها من دون ضرورة تغيير جذورك.
لا أثق في الساعة بعد منتصف الليل، وقت الشكوك وتأجُّج الرغبات، وقت أخطئ فيه بين ملمس السكين والوردة. ومع ذلك هذا شكلي:

غريب كيف يخلينا الغضب نتنفس ويترك فينا شعورًا بالرضا. بينما اللحظات الدافئة هي التي تنقذنا أثناء العودة للجزء الرقيق الذي نخفيه. لطالما كان الحب مرساتي، لم ينقذني ولو لمرة واحدة هذا الغضب.
أحب قدرتنا على العودة لنسخة قديمة أقل نضجًا لكنها صادقة حتى نستعيد طريقتنا القديمة بالإحساس—عندما نقسو وننسى شكل الحنان، نخاف وننسى شكل الأمان، نفقد وننسى شكل الحضور. نحن لا نزال الشخص نفسه، ولا نفقد هويتنا البريئة.

اللحظة التي نبدأ الهوس بآخر هي اللحظة التي نفقده فيها. مجرد شعلة خيالية مجنونة لعدم وجود معلومات كافية، الهوس ينافي الأمان الذي ينساب بهدوء في ظل تدرج معرفة حقيقية ونوايا واضحة.
You’ll never obsess over someone who actually wants you. Bc obsession isn’t born from love, it’s from uncertainty. It feeds on mixed signals, unmet needs & the tension between what they say… & what they do. It’s the gap. I want you to sit with that for a minute. Let it land.