يوسف الدموكي
@yousefaldomouky
صحفيّ، وكاتب
قسما بالله لن تذهب تلك المظالم سدى، وتخيلوا غيرة هؤلاء الخلق وحميتهم وجنونهم مما يرون، فكيف بالله الذي هو أغيَر من عباده على عباده! والله والله والله لتصيبنكم لعنة غزة حتى تظنوها القيامة!
حين تلمس بسبابتك محيط فم رضيع، فإنه يتلهف به مخرجًا لسانه يبحث عن ثدي أمه، عن قطرة حليب تبلل حلقه الجاف. في غزة، فقد الرضَّع الشغف، يلمس الطبيب فم الرضيع في الحضّانة، فيستجيب مرةً، ثم لا يستجيب عشر مرات بعدها، كأن أول ما أدركه من الحياة هو مذاق "الخذلان" لا حليب أمه.
لا أدري كيف يستمر العالم، وكيف تتواصل الحياة، كيف تبتلَع اللقيمات، وكيف تمتلئ الأطباق، وكيف تدور الصحون، وأرض عربية تحوي مليوني إنسان من لحم ودم "يدوخون" في رحلة دائرية عن ذرات طحين وكسرة خبز، بينما تحرص الرؤوس على صورتها، على ماء وجهها، ولا يهمها أن يموت مليون طفل في غزة جوعا،…
الحق دائم وإن نصبَت قوته، والباطل زائل وإن عظمت سطوته، وإنما هي أيام وإن ثقلت، فحسب حاملها أن يجزى بثقلها ثقلًا في ميزانه، وإن المرابط لمنتصر في كل أحواله، فيُبتلى، وهو مؤيَّد، ويجزى، وهو ممكَّن، وعند الله تجتمع الخصوم، وفي سبيله تباع الحياة، ولديه تستودع الأمانات، وتحت لوائه…
والله والله والله رغم ظلمة الأفق سترى هذه الأمة من مصر وأهلها ما يقر عيون ملايينها، وسترى غزة من صنيعها ما يكفّر خطيئة خذلان الظالمين، بعز عزيز أو بذل ذليل.
وغدًا تغلق عليك بوابة لا مفتاح لها، ولا مغيث، ولا طعام إلا من زقوم، ولا ماء إلا كالمهل، وتُسأل يومئذ عن بوابة الدنيا، وقد أوصدت عليك بوابة الآخرة بلا نهاية.
يتداول الناس القول المنتشر عن زهير بن أبي أمية يوم قال: "يا أهل مكة! أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى؟".. ثم يمضون، ولا يذكرون انتقال ذلك "القول" من هذا الجاهليّ إلى "الفعل"، فأكمل: "والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة". فمن يقوم ليشق الصحيفة اليوم؟
غزة الآن.. مجوّع يتلوه مجوع يتلوه مجوع غزة تتساقط.. بخيانة الساقطين

كأن بين كل جنبات غزة لا صوت سوى قرقرة البطون، أمعاء خاوية في مدينة خاوية يرد بعضها على بعض.
يا عديم الشرف والمروءة والدين والرجولة، حين تقول ولماذا لا تدخل دولة كذا أو كذا الغذاء؟ اشمعنى مصر؟ فهذا تقزيم لأكبر دولة عربية يا سافل، وتهميش للجارة الوحيدة، والكبرى، وتسفيه من أعظم دولة صاحبة قرار بين إخوتها وهي التي كانت تقود وتوجه وتنتصر للجميع، ليس ذنبها أنها مقهورة اليوم…
بكم دولار تقبل السلطات المصرية أن تبيع كيس الطحين لغزة، وتدخله كمساعدات، ونحن متعهدون بسداد ثمن كل ذرة منه؟
الدواء الذي يبكي الأطفال لتجرع ميللي واحد فقط من مذاقه.. بات صغار غزة يطلبون تناول جرعة إضافية منه عساها تروي ظمأهم!

هؤلاء الذين ترونهم بعظام وجه بارزة، وفكين حادّين كهيكل عظمي، وعيون جاحظة كأنها لموتى في مرحلة الاحتضار، وقد نحل الجوع ملامح جديدة لهم بدل تلك التي عرفهم بها الناس طوال حياتهم، ليسوا إلا أجمل الناس وأحسنهم خلقا وخلقة، لم يكونوا إلا بوجوه تتورد أوداجها، ويتنوع حسنا بين خُمرة وسمرة…
أتمنى من النجم المحترم يبقى يحترم اللي بيحصل في غزة ويبطل خولنة شوية.. اللي هي قرار شخصي بردو
أنا اخدت قرار شخصي وكان لازم تعرفوه 👀 وبدايتنا يوم الاربعاء ٧/٢٣ ✨
الحقيقة الواضحة التي يهرب منها الجميع، هي الإجابة على سؤال: وماذا نفعل؟ الجميع يعرف الإجابة، لكن عازفون عنها لما يصحبها من ثمن؛ الحقيقة أنه متى هان علينا الثمن مقابل أن لا يهون إخوتنا؛ فتلك لحظة العثور على الجواب.
تذكروا أن من "سلاح التجويع" من البداية لم يكن خيارا إسرائيليا، بدليل عدم استخدامه في أي عدوان سابق ولو بواحد في المئة مما عليه الآن، وإنما هو هدية تاريخية واستراتيجية ونوعية من النظام المصري، الذي أصرَّ على الإذن الإسرائيلي بينما لم تكن "إسرائيل" نفسها تحرص عليه، ومنذ كان الأطفال…

من اليوم "رسميا" في عنق كل منا على امتداد هذه الأمة خصومةٌ مؤجلة أمام الله؛ الطرف المقابل فيها أهل غزة ورجالها، إلا أن يقوم الواحد منا فيقدّم ما يسقطها من عنقه.
افتحوا معبر رفح افتحوا معبر رفح افتحوا معبر رقح افتحوا معبر رفح افتحوا معبر رفح