صالح أبو عزة
@salehabuizzah
كاتب فلسطيني ومختص بالشأن الإقليمي.
ما يؤكده النشطاء في غزة، أن النظام الأردني لم يُدخِل أي مساعدات خلال اليوم أو الفترات السابقة، إلى قطاع غزة. هناك حملة يقوم بها نشطاء النظام الأردني حول دور مزعوم للأردن بإدخال المساعدات إلى غزة، وهذا الكذب يأتي في سياق تبرئة "إسرائيل" من جريمتها، وتبرئة الأردن من خذلانها.
تستطيع الدول العربية والإسلامية منع التجويع الإسرائيلي الأمريكي لشعبنا في قطاع غزة. حينما تقرر فقط فرض حصار على "إسرائيل"؛ فالمسارات البرية والبحرية والجوية لـ"إسرائيل"، إما مسارات تمر عبر هذه الدول أو في محاذاتها. إذاً لماذا لا تتخذ هذا القرار؟ باختصار لأنها مع "إسرائيل".
أردوغان صرّحَ اليوم؛ بأن كل مَن يسكت عن "إسرائيل" شريك لها في جرائمها بغزة. إذا كان السكوت يُعتبر شراكة يا أردوغان، فكيف نصِف شراكتك لـ"إسرائيل" إذاً؟! موانئك يا أردوغان تستقبل آلات الموت قبل أن تذهب إلى "إسرائيل"، والنفط الذي يغذي آلة الموت في "إسرائيل" تمر عبر أراضيك وموانئك.
المبعوث الأمريكي، توم برّاك، يدعو إلى تدريب الجيش اللبناني كقوات حفظ سلام، وليس قوات عسكرية. وهكذا يخطط للجيش السوري أيضاً، وهذا ما يُفهَم من مقابلته مع "رويترز" الأمريكية. قوات حفظ سلام، يعني أن يعمل الجيش كحرس حدود لـ"إسرائيل". هكذا يريدون الجيوش المحيطة بفلسطين المحتلة.
المطلوب منهم رعاية المُجوّعين صحياً هم مُجوّعين، والمطلوب منهم فضح جريمة "إسرائيل" إعلامياً هم مُجوّعين، ومَن يقاتل لأجل غزة مُجوّع أيضاً. الكل مُجوّع، والفاعل الأساسي "إسرائيل" والولايات المتحدة. ويلحق بهم كل مَن ساندَ "إسرائيل"، ويلحق بهم كل مَن لم يلتفت لغزة.
حينما يصرّح نتنياهو، اليوم، أنه لا يمكن إبرام سلام مع النظام الإيراني. صحيح؛ فالنظام الإسلامي في إيران لن يضع يده في يد كيان الإبادة الجماعية، بل سيقطعها. أما قوله، بأن الشعب الإيراني يريد الإطاحة بنظامه. فقد بذلت "إسرائيل" أقصى جهدها لإسقاطه في 13 حزيران، والشعب هو من أفشل ذلك.
الفاعل الأساسي في تجويع غزة؛ "إسرائيل" والولايات المتحدة. وكل حراك سياسي لا يضغط على الفاعل الأساسي، لن تُعالج مسألة التجويع. ومَن يمتلك أوراقاً ضاغطة على "إسرائيل" والولايات المتحدة؛ من دول عربية وإسلامية، لا يستخدمها، ولا حتى يرغب باستخدامها من أجل غزة.
المبعوث الأمريكي، توم برّاك، يُخاطِب اللبنانيين؛ أن أمريكا لا يمكن أن تُجبِر "إسرائيل" على القيام بشيء. الحقيقة؛ أن أمريكا من بين جميع دول العالم مَن يمكنها إجبار على "إسرائيل" على فعل ما؛ شريطة أن تريد ذلك فعلاً. فلذا؛ كل حروب "إسرائيل" وعدواناتها واعتداءاتها أمريكية بامتياز.
شر البليّة ما يُضحِك! احتفلت السويداء في عام 2008، بأنها محافظة خالية من الأمية،"أي كلهم يقرأون". وحينما دخلت ميليشيات الجولاني إليها، ظنّوها بأنها لافتة ضد بني أمية، فعملوا على إزالتها! ألم يقل سيدهم معاوية سابقاً، لأمير المؤمنين علي: جئتك بأقوامٍ لا يُميزون بين الناقة والجمل!
أسوء توصيف للحالة العربية والإسلامية مع غزة؛ أن نصفها بالعجز. ربما هذا الوصف ينطبق على عدد قليل جداً من هذه الدول. الوصف الصحيح لهذه الحالة أنها؛ خذلان، وتواطئ، وتآمر. الغالبية العظمى من الدول العربية والإسلامية اتخذت قراراً بأنْ لا تكون إلى جانب غزة.
مدينة بيت حانون، الواقعة أقصى شمال شرق قطاع غزة، والتي تبعُد 5 كلم عن مستوطنة سديروت، دمّرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل كامل، وبنسبة 100%. ألا لعنة الله على "إسرائيل"، والمُطبّعين معها، والذين يحلمون بالتطبيع معها.

"إسرائيل تتعامل مع قطاع #غزة كسجن كبير، وتمارس سياسات تنتهك كل نص قانوني في المعاهدات والاتفاقيات الدولية." الخبير في الشؤون السياسية، صالح أبو عزة #الميادين #لا_للتجويع @salehabuizzah
"الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع لإجبار المدنيين في #غزة على دفع ثمن هذه الحرب." الخبير في الشؤون السياسية، صالح أبو عزة #الميادين #لا_للتجويع @salehabuizzah
مجلس العشائر الأردنية، اجتمع قادتها اليوم، مع المبعوث الأمريكي، توم برّاك، ووزيري خارجية الأردن وسوريا. وأسمعوا المسؤولين الثلاث تهديدات عشائر الأردن، واستعدادها للزحف إلى سوريا للحفاظ على وحدتها. 340 كلم هي طول الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة، لماذا لم نسمع فزعتكم وغيرتكم؟!
في جولة التجويع الأولى لغزة العام الماضي، كنا نشاهد أهلنا وهم يتحدثون عن استخدام كل ما لا يصلُح استخدامه، في محاولة منهم لتحويله إلى طعام، ولو كان يشبه كل شيء إلا الطعام. إلا أن هذه المرحلة من التجويع، تعدّت كل الحدود. فلا طعام، ولا كسرة خبز، وإنما الجوع حتى الموت.
رغم إحكام النظام السعودي على كل نفس داخل أراضيه، ومنعه حتى لحراك واحد تضامناً مع غزة. شاهدت في عدد من التسجيلات، الآلاف من أبناء العشائر السعودية، ومنها مَن خرج من أحياء الرياض، نحو حدود الأردن للمشاركة في قتل السوريين الدروز. أين أنتم من غزة، ما دمتم قادرين على هذا التحرّك؟!
كتبَ كرميت فالنسي، في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن في حرب الـ12 يوماً ضد إيران؛ لم يكتفِ الجولاني بعدم إدانة العدوان على إيران. ولم يكتفِ أيضاً بفتح كامل أجواء سوريا للطيران الإسرائيلي. بل شاركت منظومات دفاع جوي لنظام الجولاني في محاولة التصدي للمسيّرات الإيرانية.
نحن تربينا في بيوتاتٍ فلسطينية على أن الوفاء من شيم الرجال، وأن مَن يقدّم القليل أو الكثير مكانه محفوظٌ في العين وفوق الرأس. شكراً للمخلصين من أمتنا؛ إخوان الصدق في اليمن الأبيّ، وحزب الله في لبنان السيد حسن، ومقاومتنا الباسلة في عراق الحسين، وحرسنا الثوري في إيران الإسلام.

حينما تخرج مجموعة من السوريين المدنيين أمام البرلمان السوري في دمشق، رفضاً للاقتتال الداخلي، تحت عنوان "دم السوري على السوري حرام"، ويجري ضربهم، والاعتداء عليهم، والتنكيل بهم. تعرف تلقائياً أن رؤوس الفتنة ودُعاة تقسيم سوريا في حضن الجولاني ونظامه بدمشق، لا في السويداء.
تُفاوِض "إسرائيل" المقاومة في الدوحة من جانب، إلا أنها لا تغفل عن مشروعها في تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، والبحث عن الحلول لإنجازه. ينقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، بأن رئيس الموساد، زار واشنطن هذا الأسبوع للحصول على مساعدتها، في إقناع عدد من الدول لاستقبال مئات آلاف الغزيين.