محمد سفيان
@mohammadasttal
على مائدة العالم أتتلمذ، كل من عنده الحكمة هو أُستاذي.
من التاريخ: الممثلة والراقصة الشرقية تحيّة كاريوكا تسجّل موقفًا في نصرة فلسطين.

نحن نعيش اليوم فاجعة سقوط القيم الإنسانية، التي بلغت في تهاويها القاع السحيق. هذا الحال الفظيع، الذي لا يقبله أي ضمير ما زال ينبض بروح الله والأخلاق، بات يهددنا جميعًا، حتى أولئك الذين يظنون أنهم في مأمن. إن لم تقم ثورة إنسانية عالمية، فمصيرنا جميعًا التهالك والتناحر حتى الفناء.
بوضوح، من مجوّع مشرّد بالموت والخوف، ينزح في مواصي خان يونس، أقول: إن أي استخدام وتوظيف لمأساتنا من قبل بعض الأبواق الفتنوية، بهدف الطعن في نظام مصر، هو استغلال دنيء لمعاناتنا، لا يخدمنا، بل يخدم مشروع الشرّ الإسرائيلي. الحفاظ على مصر واستقرارها هو طحيننا وخبزنا، ومداد حريتنا.
غزّة تُجوَّع، ونداءات الاستغاثة الصادقة تصدر منها صارخة في الأمة، في محاولة استنهاض أخيرة. لكن بعض المتربصين من "الإسلاميين" لا يخجلون من المتاجرة بمعاناتنا مجددًا، فتراهم يحرّفون النداء ويوظّفونه للطعن في أنظمة دول عربية بعينها، خدمةً لأجندات تخريبية تمليها غايات مموليهم.
يا ربي، نحن أبناء نهجك الرحيم، العاملين به قدر استطاعتنا، نحن أبناء "في كل كبد رطبة أجر" كنّا نقاسم الطيور والقطط رزقنا، نفكّر في جوعهم وعطشهم، فهل تجوعنا وتعطشنا اليوم؟ يا رب، إننا راضون، لكنك أكرم من أن تحرمنا، فبدّد بقدرتك هذه الغمّة، يا أرحم الراحمين.
مجوّعون، مشرّدون، مقتّلون، نعاني الأهوال.. وأمام هذه المظلمة الأفظع في التاريخ، والمتعددة الأسلحة الإجرامية، يقف العالم متفرجا! حتى أولئك الذين يجمعهم بنا الوطن، تراهم يسيّرون حياتهم بلا مبالاة. والله ما أهمّني الجوع، ولا فقدان البيت، الذي أفجعني هو فقدانكم جميعا لإنسانيتكم.
اشتقت إليك يا سيدي، اشتقت إلى قلبي الذي كنت تحييه بطلتك النورانية. أتدري يا سيدي؟ والله إنك أجمل ما عرفت في حياتي كلّها. أتمنى أن ألتقيك في الجنّة، لا حرمني الله أن أُحشر معك. ألم يقل جدّك محمد أن المرء يُحشر مع من أحبّ؟ وأنا أحبك.
الدوريات الإسرائيلية تتوغّل في العمق السوري، ولا أظنّ الشام قد نضبت من رجالات الله فيها، الأحرار أصحاب الضمائر والشجاعة. عملية عسكرية واحدة كفيلة بتغيير الوقائع. اقرؤوا ممرّات سير عدوّكم، استلهموا تجربة مقاتلي غزة، وفاجِئوهم؛ عبوة واحدة مزروعة قادرة على خلط كلّ الأوراق لصالحكم.
في وقت حساس، تشتد فيه الحاجة إلى كل صوت يحمل فكرا رصينا، وفي زمن ترتفع فيه موجات التشويش، يطل علينا @HamdeenSabahy عبر شاشة الميادين، في برنامج قيم، ثري، ونضالي، يواكب من خلاله الأحداث في لحظة تاريخية فارقة لأمتنا، ويكشف للمشاهد الالتباسات المحيطة بها. عمل مهم، جدير بالمتابعة.
يجوّعني أعدائي، فأتخذها فرصة شخصية لترويض غرائزي، وكبح جماح نفسي الشهوانية. يجوّعني، فأتسامى بوعيي نحو الإنسان الكامل فيّ. يجوّعني بغرض كسري، فأقوى بنتيجة عكسية. يظنّ أن الجوع يهزمني، وفق نموذجه المادي، ولا يدري أن في نموذجي... الجوع تربية للنفس، وترقية لها في سلالم الروحية.
هذه حرب طائفية، وكل من يُسعّرها مدان. من يستخدم الطائفة الدرزية ويحشدها للقتال مدان، ومن يُرخّص لعصابة الجولاني جرائمها أيضًا مدان. المستهدَف من هذه المعارك هو الدولة السورية، والعدو الواضح في ذلك هو إسرائيل. فمن أراد تبييض صفحته، فلا قتال له إلا ضدها، وإلا فهو وقود يخدم مشروعها.
استمسكوا بالقرآن، وبعترة آل بيت النبوّة، كما أوصاكم النبي، ولا تغفلوا عن القامات الحيّة التي يُدرَك عندها الحقّ. أيّما عباءةٍ نورانيةٍ وجدتموها، فتشبثوا بأطرافها، حتى تعبروا ببركة صاحبها الليل البهيم والفتن المظلمة، دون أن تضلّوا أو تضيعوا.
الوحدة الإسلامية، هي المشروع الإستراتيجي الأهم للمنطقة في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار.
تُتقن إسرائيل تدبير المكائد الخبيثة لأعدائها، ولديها في ذلك فنٌّ إجراميّ وملامح من الذكاء، لكنها دائمًا، وفي الوقت نفسه، تفشل في الأهم: الاستفادة من ذلك في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. فبقدر مكرها الشيطاني، لا تجني سوى نشوة المجرم اللحظية، أما في الأفق، فهي تضجر، وتخسر، وتعاني.
من يريد أن يحظى بكل أمانيه، لا يفاوض، بل ينتزعها بالقوة والنجاحات الميدانية. والعدو، كطرف معتد، إن أراد البقاء في غزة، وقضمها، وتهجير أهلها، فلن يوقَع له بذلك على طاولة المفاوضات. إذن، فليأت إلى الميدان وليأخذها إن قدر، وإلا، فشروطنا هي الماضية؛ نصبر ونقاتل كمستضعفين حتى تحقيقها.
لقد خرج الدجال، يا أمة التحذير من الدجال، وبات اليوم متمكنا من رقابكم. جاءكم وعلى جبينه الكفر الواضح، فوضعتم كفّكم في كفّه وبايعتموه. زيّف لكم نسخة باطلة من الإسلام، وروجها عبر منابركم أنتم، فاتّبعتموه. فتنكم، وما إن لبس عباءته وأرخى لحيته، صدّقتموه. ما أخطر ما نحن فيه، ما أخطره.