𓂆مُحَمد عَلي
@mohali1926
ولنا بلادٌ لا حُدودَ لها 𓂆.
نفسيتي تعبت لما الدكتور حكالي إعتبر الرصاصة هدية وخبيها جواتك، حكالي ما راح أقدر أعملك حاجة لأنها قاعدة في منطقة خطيرة جداً، صح أنا خفت كتير وحسيت إنو حياتي مرهونة برصاصة لو سببتلي مضاعفات و لكن بنفس الوقت شكرت ربنا ع كل شيء لأنو إبتلاني وهو قادر أن يرفع عني. الحمدلله ع كل حال.
اليوم حاولت أمشي وحاولت أضغط ع نفسي عشان أشفى بسرعة بس للاسف حسيت بتعب كبير وحسيت بوجع وحاولت أخفي هالوجع عن أهلي وعن ملامحي عشان أقدر أنزل أشتغل وأجيب أكل لأهلي، كتير نفسيتي تعبت من إنتظاري للشفاء ومن مشاهدتي لأهلي وهما بتعبوا من الجوع. دعواتكم أشفى بسرعة وإنو ربنا يلطف فينا.
أولاً أنا ما طلبت منك تساعدني ولا طلبت من أحد المعونة، الحمدلله حتى لو بنعيش المجاعة عنا كرامة نوزع ع العالم كله، وربنا راح يشفيني وأرجع أعيل عائلتي وأجيب لقمتي بأيدي بدون ما أتوسل لأحد. ثانياً: بطاقة النت سعرها شيكل يعني حتى طفل صغير ما بقبل فيها، لهيك إتركونا بهمنا وبس.
بدل ماتشتري نت اشتري اكل طيب
حاسس بالعجز لأني مش قادر أعمل شيء لعائلتي اللي بتعيش الجوع، من يوم ما تصاوبت ومافي حدا أعطانا حتى لو كيلوا طحين، كنت أخاطر بحياتي وأروح ع المساعدات كرمال أجيب وأطعمي خواتي وأهلي، لكن اليوم حاسس نفسي أضعف الناس وأعجزهم وقلبي مقهور ع الجوع اللي بعيشوه أهلي. يارب إشفيني وكُن معنا.
الحزن لا ينتهي، اليوم إستشهد الحبيب والأخ والصديق عمر و والدته التي تعتبر بمثابة إمي، حتى اللحظة وأنا مصدوم ومش متقبل الخبر، كل يوم بنودع ناس بنحبهم وبنعيش الفراق بألم شديد، تعبنا من الوداعات التي أرهقت قلوبنا. يارب تقبلهم شهداء وصبر قلوبنا على فراقهم. 💔

إحنا محتاجين دعواتكم إنو ربنا يخلصنا من هالحرب ويحفظ لنا ما تبقى من أحبابنا وإنو تتم هالصفقة، محتاجين كل دعوة لأجل غزة وأهل غزة، محتاجين دعواتكم لكل إنسان يعاني في هذه الرقعة المظلومة، التعب بلغ أشده والمعاناة أرهقت أرواحنا. أملنا بربنا كبير ولكن نحتاج أيضاً دعواتكم ودعمكم.
الأيام اللي جاية كلها خير أنا بكتب هالشي لأنو عندي ثقة بربنا إنو راح تكون خير، راح نرجع نداوي جراجنا ونعمر بيوتنا ونربي أطفالنا ونبث روح الحياة في مدينتنا، راح نزرع الحب والأمل في كل مكان راح نكمل طريقنا كرمال شهدائنا وكل عزيز فقدناه. راح يكون الأمر صعب لكن ربنا راح يراضي قلوبنا
قبل شوي قصفوا بسطة فلافل لصاحبي إستشهد أخوه وإثنين من جيرانهم وتصاوبوا إخوته، وصاحبي ربنا نجاه رغم إنوا كان بوسطهم، هاي المرة الثالثة يصير إستهداف ويخرب مشروعه وهالمرة إستشهد أخوه، رحت ع المستشفى أسنده وأصبره وشفت القهر في عيونه وعيون والده. يارب لقد فاض الحزن فأجبر بقلوبنا.
إمي هيا الوحيدة اللي بتستحق كل شيء عظيم بعد هالمعاناة اللي عاشتها بالحرب، إمي عانت من النار وعانت من الغسيل وكانت دائماً صابرة تحتسب كل تعبها لأجل الله وكرمال إنها ما تخلينا نحتاج شيء، كانت دائماً ملجأنا من الخوف وراحة لنا في كل ليلة مرعبة. إمهاتنا في غزة عنوان في الصبر والحب.
لما بشوف مشاهد المقاومة بحس بندم إني ما كنت من شبابها وما كنت من الشباب اللي قدمت في هالحرب وكانت في ساحات القتال، بغار كتير لما بشوف مشاهدهم في مواجهة هذا المحتل وأغار من عملهم البطولي اللي لطالما تمنيت أن أكون شريك فيه وأن أدافع عن بلادي بدمائي. بحب مقاومتنا وشبابها بشكل عظيم.
لما تصير الهدنة بدي أعمل أشياء كتير وبدي أرتب حياتي من جديد، مش حابب أضل مكاني، بدي أساعد الناس في اللي بقدر عليه، وأرمم بيوت لناس بعرفها مثل ما كنت أعمل في الهدنة السابقة، بدي أرجع أسند اللي بحبهم وأزرع بقلوبهم الأمل، بدي أكون إنسان بفائدة لأهل بلدي. يارب قدرني وتمم هالهدنة.
لسا عندي يقين إنو ربنا بهيأ غزة لأيام خير جاية وإنو راح ننال ع قدر تعبنا وصبرنا وتحملنا للكثير من الألم، وإنو كل لحظة حزن راح ننال مقابلها أضعاف من السعادة والعوض، ربنا وضع هذا البلاء وهو من سيزيله، ما بدنا نيأس ولا نفقد الأمل برحمة ربنا ولطفه. إحنا بنستحق عوض عظيم من ربنا.
أنا باقي في بيتي وما طلعت مش بعاند أو بكابر بس هو عنجد إحنا تعبنا من النزوح تعبنا من إنو نضل نحمل بيتنا بحقيبة ونمشي، تعبنا من الخوف اللي مو راضي يفارقنا، طول نهار بنحاول نواسي حالنا إنو الحارة كويسة رغم الأستهدافات اللي ما توقفت، وهينا راح ننام جنب عشان ما نفقد بعض. سلمنا يارب.
اغلب جيرانا نزحوا وأخلوا بيوتهم بعد القصف اللي صار وبعد مكالمات الأحتلال بإخلاء بيوتهم، القذائف ما توقفت والقصف عنيف، إحنا قاعدين وخايفين ومسلمين أمرنا لله رغم خوفي ع خواتي اللي ما بحب أشوفهم بخافوا وبرتعبوا كده. بدي هالليلة تمر بسلام وبدعي ربنا إنو يسلمنا ويبعد عنا كل مكروه.
نفسي أرجع أكتب عن كل الأحداث اللي بعيشها بس مش عارف لأنو وصلت لمرحلة صرت عاجز عن التعبير والوصف لكل هالأحداث اللي بنعيشها، من فترة وأنا غايب لأنو تعبت من الشرح ونفسيتي كانت سيئة وبحاول أستعيد نفسي وأصبر الجزء المتبقي مني. هالحرب كتير إستنزفتني لدرجة إني بدأت أفقد كل شيء فيا.
أصعب شيء إنك تقنع الطفل إنو إحنا بحالة مجاعة، أو تحاول تقنعه إنو مافي طحين ومافي أشياء ممكن تسد عن الطحين، بتشوفه ببكي وبصرخ من الجوع أمامك وإنت مش قادر تعمله حاجة بتحس بالعجز وبقلة الحيلة، المجاعة أسوء من الحرب نفسها وأسوء من كل كابوس. حتى اللقمة مو عارفين نوفرها لأطفالنا.
أنا بدي بعد كل هاد اللي بنعيشه يكون في ميزان حسناتنا ويكون شفيع إلنا يوم القيامة، بدي ننال ما نستحقه من درجات يوم القيامة، صح تعبنا كتير و مرينا بأوقات صعبة وبمعاناة كبيرة بس بالنهاية هاي دنيا فانية لا قيمة لها، بدعي ربنا إنو ما يضيع صبرنا ويكافئنا بما نستحق بالدنيا والاخرة.