علي صيام
@aliseyamp
صحفي فلسطيني من غزة، معلق صوتي في شبكة الجزيرة، تسمعون صوتي عبر قنوات الجزيرة Voice Over
غزة تغرق بالمساعدات على الفيسبوك، والله لا نجد على الأرض حتى كسرة خبز تسد الجوع
اليوم جلست مع نفسي، غارقًا في التفكير، أتساءل: هل يُعقل ما نعيشه؟ هل يُعقل أننا في هذا القرن، في زمن الطفرة، والعالم يعج بأصناف الطعام والشراب، لا نجد رغيف خبز نسد به جوع أولادنا؟ هل يُعقل أن أطفالنا ينامون كل ليلة على بطون خاوية، لا ذنب لهم إلا أنهم وُلدوا في غزة؟! هل يُعقل…
أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم جوعى؟" قاله كفار قريش غزة 🤷♂️😞

نعيش في غزة أياماً صعبة للغاية، وكأننا نتنفس من خرم إبرة نريد أن نبكي كما بكى أبو هريرة حين سُئل: يا أبا هُريرة، أتبكِ على الدُّنيا؟ فقال: لا والله، دُنياكم هذهِ لا تُبكيني، إنَّما أبكِ مِنْ ثقل الحِمْلِ، وسوء الرفيق، ومن قلةِ الزاد، وبُعدِ الطريق. فمَعاذ اللهِ ما يئسنا ولكنها…
هنا، في شوارع غزة، يمشي الناس مترنحين، أقدامهم بالكاد تحملهم من شدة الجوع. يسيرون بأنفاس متقطعة، يطوون الطرق بصمت موجع، ولا خيار أمامهم سوى المضي. لعلهم يجدون لقمة تسند أرواح أطفالهم، قبل أن يخطفهم الجوع إلى موت لا يرحم، ولا يؤجل.
أيعقل أن يكون هذا البذخ في الطعام حقيقيًا بينما الناس هنا في غزة يموتون جوعًا!
تخيل في 2025 وفي زمن الفرايد تشكن والبرجر، هناك مدينة كاملة لم تأكل أي شيء اليوم!
كل ما أتمناه، أن تنتهي هذه الحرب، ونعود إلى “حياتنا الطبيعية”. جملة أكررها كثيرًا ويستغربها البعض. ربما تبدو لهم بسيطة، عابرة، وحتى عادية لكن في غزة، هذه الجملة تختصر حُلمًا مكسورًا، حُلمًا صار أقصى ما نطمح إليه. هل تعلم ما تعني “الحياة الطبيعية” بالنسبة لنا؟ أن تمر الأيام دون…
ما يزيد وجعنا ويعمّق القهر في صدورنا، ليس فقط جوعنا ونزوحنا اليومي في غزة، بل أن العالم من حولنا يعيش كأن شيئًا لا يحدث. الناس يمرحون، يسافرون، يملؤون الشواطئ والمطاعم، ينشرون لحظاتهم السعيدة في المصايف حول العالم. حتى بعض أهلنا في الشق الآخر من الوطن، في الضفة الغربية، يتباهون…
بينما يحتفل العالم بعيد الأضحى، وتوزع اللحوم على الجميع، كان غداء الناس عامرًا باللحوم… إلا غزة. هنا، لا عيد ولا لحم، بل مجاعة تبحث عن رغيف خبز، عن فتات زعتر، عن ما يسد جوع الأطفال. العالم فرح وشبع، وغزة وحدها تصارع الموت، لا تطلب الفرح، بل مجرّد النجاة من الحرب والجوع
"هادي شاهين" طفل من غزة فقد كل أسرته والتي كان آخرهم أخته ورفيقة دربه وأنيسة وحدته "سيدرا" ليبقى وحيداً في هذا العالم الظالم الموحش. كل ما يتمناه "هادي" أن تنتهي هذا الحرب التي سلبت منه كل أهله وأحبابه.




الصورة ليست من عام 1948م تم التقاطها اليوم في زمن التكنولوجيا والديكورات الحديثة من قلب خانيونس!

البشر نوعان، نوع يشجع كرة القدم وآخر في غزة يحاول النجاة دون أن يشجعه أحد