محمد قريقع
@Mohamed_qraiqea
صحافي وإعلامي فلسطيني من قطاع غزة ، مراسل قناة الجزيرة
طفل وحيد والديه، قتلته مسيّرة إسرائيلية بينما كان يبحث عن الطحين في محيط منزله بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. عاد فايز أبو سمرة، على النعش، ولم تتحقق أبسط أحلامه في الحصول على رغيف العيش لأسرته، رحل جائعا، هكذا يرحل أطفال غزة، جوعى وعطشى ومرضى ثم رصاصة!
أسقط الجوع قبل قليل أحد الأطفال أرضا في محيط مستشفى الشفاء، يصرخ شقيقه باكيا" قوم يخو أمانة، هات ايديك يمكن نلاقي حاجة نوكلها"، لم يستطع الطفل النهوض، حاول شقيقه رش الماء على وجهه، أملا أن يفيق من نوبته، التي فاق منها بصعوبة، وهو يبكي جوعا وقهرا!.
قبل قليل، استشهد الشاب محمد السوافيري من ذوي الإعاقة بحي الدرج في مدينة غزة، نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليصبح عدد شهداء سوء التغذية في أربع وعشرين ساعة 18 شخصا، و86 بينهم 70 طفلا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة
سيارات الإسعاف لم تهدأ منذ نحو ساعتين وهي تنقل شهداء ومصابين بنيران الاحتلال الإسرائيلي من طالبي المساعدات شمالي غرب مدينة غزة شهداء لقمة العيش!.
وصلنا لمرحلة، يكسر فيها الناس، جوعهم، بطلب الموت! #غزة 💔
الناس في الشوارع، بتسأل بعض، وين في خبز؟، وين ممكن نلاقي؟، مش عارفين ننام من الجوع!.
نكتب عن الجوع، ونحن جوعى، نتحدث عن الفقد وفقدنا أثمن ما نملك في الحياة، لا مطلب لنا سوى وقف القتل وإدخال أبسط أساسيات الحياة
حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، يتعرض منذ أيام لعملية عسكرية إسرائيلية تعد السابعة منذ بدء الحرب على غزة، القصف على منازل وشوارع الحي لا يتوقف، عدد كبير من الشهداء والمفقودين بين الشوارع وتحت الأنقاض، الحي الذي كان يقطنه قبل الحرب نحو 80 ألف نسمة، أصبح بلا حياة.
الوضع في غزة، أسوأ مما تتخيلوا، وأفظع مما تشاهدونه من صور.
حي الزيتون، في أصعب أوقاته هذه اللحظات، قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، بالتزامن مع إطلاق نار من المسيرات، ومناشدات لمحاصرين بضرورة إنقاذهم.
شاهدت اليوم، مقطورة تحمل شهيدا وليس مساعدات، توقفت عند محيط مستشفى الشفاء، وعلى ظهرها لوح من " الزينقو" عليه شهيد، جاء الناس من المارة ليستلموا الشهيد وليس الطحين، أدخلوه المستشفى ولم يتعرفوا عليه، القصف الإسرائيلي غيّب ملامحه!، ومضت المقطورة في طريقها، ومضى الشهيد جائعا، إلى ربه
شاهدت اليوم، مقطورة تحمل شهيدا وليس مساعدات، توقفت عند محيط مستشفى الشفاء، وعلى ظهرها لوح من " الزينقو" عليه شهيد، جاء الناس من المارة ليستلموا الشهيد وليس الطحين، أدخلوه المستشفى ولم يتعرفوا عليه، القصف الإسرائيلي غيّب ملامحه بالكامل!، وهذا حال العشرات من طالبي المساعدات!.
أنهت إسرائيل في ضربة واحدة حياة 16 شخصا معظمهم نساء وأطفال كانوا على شكل طابور ينتظرون الحصول على " مكمل غذائي"، في دير البلح وسط قطاع غزة، لم يطول الانتظار، ولم تكتمل فرحة الحصول، على" المكمل"، لقد انتصف الطابور، وانتهت الحكاية.
نُثرت الجثامين على الأرض، المشيعون صامتون، لا يقوون على حملها، غارقون في معرفة أصحابها، لقد تشابه الحرق عليهم، حركتهم الدموع، وبدأو مراسم الوداع، كانت الجثامين خفيفة، والخطى ثقيلة، والفقد موجع، غزة، في أصعب صورها اليومية!.
رجاء حار، وأنتم تنشغلون في متابعة تفاصيل الصفقة المرتقبة، لا تنسوا حرارة الصواريخ وشظاياها التي تحرق أجساد الآمنين في خيامهم وبقايا منازلهم.
رسمت الغارة الإسرائيلية على النازحين في مدرسة مصطفى حافظ غربي مدينة غزة، دائرة من نار، بداخلها نساءٌ وأطفالٌ رضّع، كانوا نيام، حتى كمية الدموع التي سالت على الأرض مع دماءهم، لم تمهد لهم مسلكا آمنا لكسر الدائرة، التي ضاقت عليهم، إلى أن ماتوا قصفا وحرقا وخوفا وعجزا!. #غزة

الناس قاعدة في الشوارع ومش عارفة وين تروح، همهم بس" خيمة"، يستروا حالهم، ومش لاقيين!
البحر الذي فقد، زوّاره!، رمله الذي تخضب بدموع هدى غالية، امتزج اليوم بدم إسماعيل أبو حطب، وثلاثة وعشرين شهيدا، من ضيوف البحر، إلى ضيوف السماء، رحلوا جميعا وبقي البحر، حزينا، ما أصعب أن يتحول بحرنا إلى قبر جماعي!. #غزة
متابعة: في أقل من ثلاث ساعات تستهدف طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 مدارس في أحياء الزيتون والتفاح وجباليا البلد شمالي قطاع غزة