فهد.
@I0ll
”ليس دنياك يا صاحبي ما تجدُه عند غيرك، بل ما تُوجِده بنفسِك، فإن لم تزد شيئًا على الدنيا كنتَ أنت زائدًا عليها“. «الرافعي». [email protected]
أسفل هذهِ التغريدة بإذن الله تعالى؛ سأضعُ ما كتبته من مقالات قديمة وحديثة، فحواها؛ تراجم لشخصيات، وتلخيصات لكُتب، وخواطر ولطائف منتقاة.. وغير ذلك. أجمعها هُنا ليسهل الاطِّلاع عليها والوصول إليها. فأرجو أن يجد فيها القارئ الكريم ما ينفعه ويستحق وقته.

من أخطر ما يمكن أن يصل إليه المرء أن تكون قيمته مستمدة من غيره؛ يسمو به الثناء، ويخسف به الهجاء. على الحصيف أن يتحرَّر من ربقةِ الجماهير إذا أراد السموَّ والتفرُّدَ في شخصيته، ولن يتحقق سموٌّ ولا تفرُّد لمن يستمد قيمته من الآخرين دون ذاته.
من غرائبِ مجتمع المثقفين أن تجد ناقدًا يبيح لنفسه انتقادَ كل ما يتصل بالمعرفة والحياة وسكانها، فإذا انتقده أحدهم أرعدَ وأزبد، واتخذه عدوًّا يتربص به الدوائر! ولا يخجل -في الوقت ذاته- من الإشارة أو التصفيق لتقريظٍ عابرٍ يعينه على تضخيمِ صورته في مرآته. كان بين الفيلسوفين ليف…

يرى المحلل النفسي دراكوليدس أن الحرمان والألم ينشطان الموهبة الفنية. فالحرمان يذكي الخيال، كما أن الارتواء يضعفه وقد تأفل الملكات الإبداعية للفنان متى أصبح في دعةٍ ورخاء. ويرى بأن ”السعادة والسلام الداخلي لا يتفقان مع الإبداع الفني، فالإبداع ابن الحساسية المرهفة العصابية“.
أما المتنبي، هذا «الرأس الضخم» -على حدِّ تعبير مارون عبود- فإن ديوانه حافل بهذه السِّمة، وتضيق المساحات عن شواهده.
بعض الأشطر الشعرية لا تحتاج إلى مُتمِّم؛ فهي مكتفيةٌ بذاتها، قائمةٌ بما فيها من جلال المعنى، وقوة المبنى، وعمق الدلالة. بل قد يكون إلحاقها بشطرٍ آخر سببًا في ذهاب شيءٍ من هالةِ العظمة التي تحفّها. من تلك الأشطر، قول الجواهري: ”لَمْ يَبقَ عنديَ ما يبتزُّهُ الألمُ“. خُذه، وانطلق.
بعض الأشطر الشعرية لا تحتاج إلى مُتمِّم؛ فهي مكتفيةٌ بذاتها، قائمةٌ بما فيها من جلال المعنى، وقوة المبنى، وعمق الدلالة. بل قد يكون إلحاقها بشطرٍ آخر سببًا في ذهاب شيءٍ من هالةِ العظمة التي تحفّها. من تلك الأشطر، قول الجواهري: ”لَمْ يَبقَ عنديَ ما يبتزُّهُ الألمُ“. خُذه، وانطلق.
كلمات. الصادقُ لا يندم على المحبَّة، والوفيُّ لا يتحسَّرُ على العطاء، والحرُّ لا يستجدي الوِداد، والشُّجاعُ لا يستثقِلُ الاعتراف، والمُخلِصُ لا يخافُ العِتاب، والعاقلُ لا يُكرِّرُ الخطأ، والنَّبيلُ لا ينسى العِشرة.
شابٌ تسبّب في تغيير العالم، ولم يبلغ العشرين بعد! • من كتاب فرانكوبان الحافل (طرق الحرير).


”أنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين نشؤوا على أخطاء الحياة“. • ساباتو في (مذكرات الشيخوخة).
”الناس يضخِّمون أحاسيسهم ولكنهم لا يترددون في إساءة استعمالها“. • لكروا في كتابه (عبادة المشاعر).
في البداياتِ، تستبدُّ بالقارئ رغبةٌ جامحةٌ في التهامِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الكتب، وتكلفةُ هذه الرغبة ضَعفٌ في الاستيعابِ، وقصورٌ في الفهم؛ فلا فهمَ دون تأمُّل، ولا تأمُّلَ مع العجلة. فالقارئ الحصيف، الذي تجاوز مرحلة الاعتياد على صحبةِ الكتاب، خيرٌ له ألا يلتفت إلى ماراثوناتِ…
الصداقةُ الحقيقية لا بد أن تعتريها بعض المشكلات، والمودة الصادقة تتناوب عليها ظروف تُوهنها. فالعلاقات البشرية -بوجهٍ عامٍّ- هذه ملامحُها، وهذا مسارُها الطبيعي؛ فالأمرُ غير مستغربٍ، ولا يدل على خطأٍ أو خلل. إنما يظهر الخلل، وتبدو بوادر الخطأ، حين نختار أن لا نتجاوز الهفوات، ونغلق…
”عندما تبكي امرأة بيضاء، يتعرَّض رجل أسود للأذى!“.
لا بأس أن أذكركم بـ«إيميت تل» فمن هو؟ إنه مجرد شاب صغير إفريقي، يبلغ من العمر ١٤ عاما؛ أُخِذ لحظيرة فضُرِب، ثم اقتُلعت عينه، ثم قُتل بطلقةٍ نارية في رأسه وألقيت جثته في نهر. لا تُفَاجأ إذا علمت أن السبب هو خلاف لفظي مع سيدة بيضاء! ”من قصص عنصرية العالم الغربي النتنة”. ابحثوا عنه.
قرأتُ في (أخبار مكة) للأزرقي التالي: ”ذكرَ المؤرخون أن السيدة زبيدة أنفقت على عملِ عين حُنين وعين وادي نعمان نحو ألف وسبعمائة ألف مثقال من الذهب، و هو يعادل مليون و سبعمائة ألف دينارا ذهبا. و قد ذكر القطبي أنه لما تم عملها اجتمعَ المباشرون و العمَّال لديها، وكانت ساعة ذاك في قصرٍ…
”السرُّ العظيم للموت -وربما صلته الأعمق بنا- هو التالي: حين يأخذ منّا كائنًا أحببناه وقدّرناه؛ فإن الموت لا يجرحنا فحسب، بل يرفعنا في الوقتِ ذاته نحو فهمٍ أكمل لذلك الكائن، ولأنفسنا“. • من رسالةٍ كتبها ريلكه عام 1923 إلى الكونتيسة مارغو سيتزو-نوريس-كروي، وكان في الـ٤٨ من عمره.

”يسألني الناس، على سبيل المثال، عن الرسالةِ التي أريد إيصالها. لكنّي أخشى أنه ليس لديَّ ما يبحثون عنه. يسألونني: ما هي الحكمة من وراء هذه الحكاية؟ لكنّني لا أعرف. أنا لستُ سوى إنسانٍ حالم، ثمَّ تأتي مهنتي ككاتب، وأسعد لحظات حياتي هي عندما أمارس القراءة“.

من إحدى رسائل المعداوي لفدوى طوقان: ”إنكِ لا تعلمين مكانتك من نفسي، هذه المكانة التي ستقدمك دائمًا في معرض الفكر صورة جميلة، جميلة مهما اختلطت فيها الأضواء بالظلال. ولن أنقل هذه الصورة يومًا من الإطار الذي وضعتها فيه، والإطار الذي صنعته بنفسي وضننتُ به على كثير من صور الناس!“.

يحدِّثُ أبو هريرة: ”لقد رأيتني وإني لأخرُّ فيما بين منبر رسول الله ﷺ إلى حُجرة عائشة رضي الله عنها مغشيًّا علي، فيجيء الجائي فيضع رجله على عُنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنونٍ ما بي إلا الجوع“. لن يفهم تلك الحال التي كان عليها أبو هريرة سوى أهل غزة. كان الله لهم ولطف بحالهم.