اعراض ابادة

الأصدقاء الأعزاء.. هذه الرسالة للتوصية بأحد الأصدقاء المقربين في غزة وهو يبحث بشكل جاد لفرصة عمل عن بعد "أونلاين" في مجالات الترجمة للإنجليزية والأبحاث والتقارير البحثية سواء حول غزة أو أي مجال آخر يمكنه العمل من خلاله عن بعد.

طبعا الافضل من هذا كله ان يستطيع الناس نظم ذاتهم لافعال اكبر واكثر اهمية، لكن المبادرة ولو كانت صغيرة ولو كانت بسيطة ولو كانت تبدو خيالية او موضع للسخرية او الاستخفاف هي فعل رفض للمجزرة والابادة ورفض للعجز والتعجيز.

كلفة القاء برميل اغاثي لغزة في البحر المتوسط، اقل بالتأكيد من كلفة رحلات العطلة الصيفية للاستجمام على شواطئ المتوسط التي ذهب لها مئات الاف العرب وربما ملايين منهم هذا الصيف .

استعادة مجتمعاتنا لأبسط اشكال المبادرة وتنظيم الذات استعادة الانسان العربي لهذه القدرة تكسر حصاره اولا قبل ان تكسر حصار غزة . افعل شيء اليوم وقرر ما ستفعله غدا ومع من تحديدا .

هذه ليست وصفات تقنية نضالية جاهزة، ولكن مجرد امثلة، مقولة سياسية ردا على مقولات العجز والتعجيز، افعل شيء، اي شيء ولو كنت موقن انه لن يؤدي لنتيجة مباشرة اليوم او غدا، لأن الاف او عشرات الالاف او مئات الالاف من ذات الفعل ستشكل فارق.

القاء عشر الاف وربما ١٠٠ الف برميل يوميا في المتوسط بمبادرات شعبية صغيرة هو اكثر فائدة من السفن الاوروبية الرمزية التي تتخيل ان وصول الناشط الاوروبي لغزة سيكسر حصارها.. نكسر حصارنا جميعا وليس حصار غزة اذا قمنا بمبادراتنا الذاتية . اذهب للبحر أو اي مرسى صيد

اهلنا في بورسعيد وبنغازي والاسكندرية وطرطوس واللاذقية وطرابلس وايضا قبرص التركية يستطيعون فعلا نظم جهدهم لاكبر مسير بحري في تاريخ المتوسط نحو غزة . الامر ذاته ينطبق على البر من الاردن وسوريا . كل هذا يرتبط بالقرار ، ولا يمكن لاي سلطة قائمة منعه، يمكنهم المحاولة ضده لكن لن ينجحوا

من اخلى الجيش البريطاني من حصار دانكرك هي مراكب الصيادين الصغيرة ، وليس الاسطول الحربي الانجليزي . لقد اخلو ٤٠٠ الف جندي .

الهوس برمزية الفعل وصورته الاعلامية على حساب حاجتنا لحقيقة الفعل ، لافعال كتلك التي نتخذها في مواجهة معضلات حقا تهمنا وتهدد حياتنا الشخصية، في حياتنا الشخصية نتخذ قرارات فاعلة وذكية، في اعمالنا نتخذها، لكن في العمل ضد الابادة نفضل ان نرجع لصورة متخيلة حول شكل الاحتجاج.

ليس بوسع قافلة كبيرة لكسر الحصار الوصول لمنفذ لغزة دون عشرات الاذون والتصاريح المستعصية، لكن بوسع عشرات الالاف من العرب الوصول بمجموعات صغيرة لكل نقطة في حدود فلسطين بما يشكل ضغط حقيقي .

ما نحتاجه لغزة ليس سفينة كسر حصار تقطع المتوسط عرضا من غربه الى شرقه، بل الاف المراكب الصغيرة وربما عشرات الالاف من كل بلد عربي مشاطئ للمتوسط . والأهم نحتاج تلك القرارات الفردية والجماعية من الناس أن هذا الأمر يخصهم وهي مسألة حياة او موت بالنسبة لهم

الأمر ليس خيالي، وكسر الحصار يحتاج لكل اشكال المبادرة، وما لا ينجح منها في ايصال الطعام كفيل بخلق الضجيج وما يبدأ بالعمل الصغير الآمن قد يصل لاشياء اكثر جرأة . ١٠ الاف برميل بلاستيكي محكم الاغلاق مع قطع "تطويف" مناسبة ستصل نسبة كبيرة منها لشاطئ غزة اذا القيت في مياه المتوسط .

القول ان حزب الله بخير، القصد الاساسي منه ليس طمأنة احد من جماهيره، فهم ادرى، ولكن بالأساس مطالبته بوضوح ودون مواربة بالاستمرار بدوره في مواجهة الكيان الصهيوني، وتصعيد هذا الدور بكل طريقة ممكنة. هذا واجبه وهذه عقيدته وهذا دوره في تاريخ هذه الأمة.

بالمناسبة في غمرة العواء الطائفي ضد حزب الله او العويل الطائفي ايضا على ما اصابه وقدمه من تضحيات في معركة الوجود. حزب الله بخير، يقينا، ما يخبرنا بذلك ليست معطيات آنية او سرية، لكن حقيقة هذا الحزب وصدقه وعقيدته، وما يجزم بذلك تحديدا -خسائره- هذه بالذات مصدر لليقين.

في مصطلح غير متداول كثيرا، غزي المنشأ، بنقول "فلان خنزر"، وهو وصف لسلوك اكثر انحطاط من استخدام المصريين ل"استنذل" حين تكون في موقف عصيب ومعك احدهم فيطرق رأسه بالارض ويهرول بخطوات قصيرة سريعة مغمغم ومهمهم باشياء غير مفهومة .. هذه الأمة "خنزرت" كل فرد فيها -تقريبا- خنزر

اعمل واجبك، بص في دفترك، بص في ورقتك وحل دين ام سؤالك، ادفع الثمن عن نفسك ثمن وجودك فيما يهلك هؤلاء الاطفال لا احد ينتظر تحليلات وتشخيصات حكيمة تحدد "الثغرة" الثغرة التي نفذت منها الابادة لقلوب اطفال غزة كبيرة اكبر من المجموعة الشمسية .. الثغرة هي نحن . انا وانت . لا تتلفت حولك

نفس الحال تسأل اين الجمهور يسألك احدهم اين النخب تسأل اين المجتمع المدني يقدم لك تحليل مطول قد يستمر لساعات خلاصته ان هناك شريحة اكثر حقارة ووضاعة منه هي السبب الرئيسي في غياب الفعل .

عقيدة forward القتالية هي الركيزة الاهم والسمة الاكثر وضوح في سلوك معظم المكونات العربية منذ بداية حرب الابادة، بالامس وبعد ان وبخ ابو عبيدة الشيوخ المتخنزرين من بداية الحرب قام هؤلاء بعمل مؤتمر صحفي مهمته الرئيسية عمل forward للعشائر والحكومات وراقصي الباليه .. الخ

استشهد. شخص ما، كان يُرسل الرسائل ويناشد بحثًا عن أي مبلغ يسدّ حاجة عائلته، منذ أيام. قبل أن يصله المبلغ وقبل أن نتمكّن من مساعدته، اتصل ابنه على أخي، وقال له "سامحونا إنو كان بطلب مساعدتكم، والدي استشهد". استشهد والده وهو يحاول الحصول على الطحين صباح اليوم ليُطعم أطفاله.

I Never Wanted to Write About Hunger It wasn’t shame that kept me from writing about hunger. After all, I and everyone I know are hungry. This is the reality for all the people of Gaza. A Must-Read Letter from Ahmed Al-Tannani republicpalestine.com/en/2025/07/19/…