Meditative
@Free871218
أعِد الحياة رونقها
إن الجنون، في جوهره، تجسيد حي للمأساة الإنسانية. فهو حالة وجودية فريدة تتجاوز التصنيفات الطبية، وتكشف لنا عن أعماق النفس البشرية. وفي مواجهة المريض، نكتشف أننا جميعا مشاركون في هذه المأساة، وأن الجنون هو مرآة تعكس لنا مجتمعنا وأحواله. Edvard Munch: The Scream 1893.

فلوسي كانت طالعه نازله في البورصة، روحت للبنك قولتله: طب ما نلعبها أكبر! السوق قلب فجأة. البنك بصلي ببرود: عايز حقي! صحيت لقيت تلت فلوسي طاروا. هو أنا أصلا كان معايا حاجة ولا كنت بتفرج ع فيلم 😂
وما قيمة الوجع؟ فقد ألقي الشتات بين الأيادي، وتناحرت القلوب تحت سماء واحدة، ثم جاء البيان، بكلمات تشبه اعتذار طفل عن زلة قلم في دفتر التمارين!
كان يسعى، يوما إثر يوم، يبتغي رضى روح أرهقتها التناقضات. إن تكلم، قالوا: "تجاوز الحد!" وإن صمت، همسوا: "أين الوداد؟" في كل سبيل، نصب له اللوم شركا بضدين.
"التحرر الوجودي" ميلاد في كبد الحياة. حريتك في احتضان محدودية وجودك في الزمن، وكونك فانيا. ذاك القبول يتجاوز الثنائيات؛ يضيء المحدود بنور التجاوز، فيصبح خلودا عابرا، لا ما وراء الزمن، بل عمق كل لحظة فيه.
غيرة الناس من بعض، اللي شاشاتنا بتولعها، دي مش عادية. ده غل منظم بيتحول لسلاح سياسي!
لم نعد نحمل صخرة سيزيف، بل حلقنا بأجنحة إيكاروس في فضاء محاك. سقطنا في خلاء، بلا وعي، من سماء لا تعرفنا. The fall of Icarus by René Milot

جلس أمام النار. من لهيبها، ولدت حكاياتنا ورقصت الظلال.الواقع تضاعف؛ صار كلمة وصورة، في نور واحد ذاب. عيناي لمحت آلهة، لم تر كاملة. الوعي أتم الفراغ. أردت للصورة ثبات الحجر، غير أن التصوير حول واقعي لشبح يلاحقني.


عندما ترى الحياة وقد أثقلتها الأحداث، أو تجاهلها المستهينون بها، يكفي وميض من أبسط التجليات لتستلهم: في همس شجر، أو عبير زهر، أو رفيف جناح. وفي خطى حر، عاد بعد غياب، معترفا بك بصمت عميق: "أنا أراك". كمْ يهز الكيان ذاك الامتنان الذي يورق من ابتسامة، أو لمسة حنان، أو فتات رزق يسير.
الحق والباطل صراع أزلي لا ينهيه زمن ولا يطفيه وهن. الإنسان، عابر في مضمار الوجود، يبصر ذبول كل باطل يزيف الأمل، ويبيد الحب، ويخون الإيمان. لكن الحق، أبدي الإشراق، يتجلى في كل روح ثابتة. هو بشرى الخير الخالد، حتى لو أوهم الباطل بنفوذه..


أتأمل سريان الوجود، أنا؟ مكبل عن الوثوب، كأن الأمل ومضة قصية، في هذا الفراغ، أستفهم.
يا أرقا طال مداه، يا عناء درب لا ينتهي. هيا تعالي. كهمس روح باسمي في سكون الليل، أو كطيف يمر بالعين ويختفي، أو كحضور يملأ الوجود إن شئت. تعالي... تعالي وكوني النفس الذي يحيي ما تبقى.
هل تتذكر يوم ميلادك؟ ميلادي؟ نعم، أذكر فجر الدمع، ذاك اليوم الذي ضاقت فيه الروح أمام حزن أمي، حتى كادت تتفتت. يومها، اقتحمت الفضاء عدوا، لتحررني الخطوات، فينهمر بكاء الوجدان.